كيف تعاملت الحكومة التركية مع زلزال تركيا 2023؟
محتويات المقال
الجميع قد سمع ورأى عن الحادثة المفجعة التي وقعت في فجر السادس من شهر فبراير 2023 الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا والذي كان وقوعه كارثة أليمة ألحقت أضرارًا كبيرة بالأرواح والمباني والبنى التحتية كالطرقات والمطارات.
إلى يومنا هذا لا تزال عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال من الأنقاض مستمرة٬ وقد ذكر الرئيس التركي في خطابه يوم الثلاثاء، إنه جرى إنقاذ أكثر من 8 آلاف مواطن تركي حتى الآن.
في هذا المقال٬ سوف نذكر كيف تعاملت الحكومة التركية مع هذه الكارثة وكيف استجابت للحدث بطريقة سريعة وبجهود ضخمة ترفع لها القبعة تحيةً واحترامًا.
أكبر حملة إعادة إعمار تقوم بها الحكومة التركية
كشف وزير البيئة والتطور العمراني التركي٬ بعد القيام بعملية تقييم الأضرار٬ عن أن أكثر من 41 ألف بناء تضررت أو انهارت جراء الزلازل التي ضربت جنوب تركيا في 6 فبراير 2023 معلنًا عن حملة إسكان وإعادة إعمار للمنطقة سوف تنطلق قبل حلول نهاية هذا الشهر.
كلمة الرئيس أردوغان بعد 8 أيام من الحادثة
بعد أسبوع من وقوع الزلزال المدمر في تركيا٬ قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإلقاء كلمة أثناء زيارته للمناطق المتضررة٫ صرح فيها:
- سنواصل أعمال البحث والإنقاذ حتى انتشال آخر ضحية من تحت الأنقاض. يوجد 28 ألف جندي تركي يمارسون مهامهم في مناطق الزلزال.
- 98% من الأبنية المهدمة جراء الزلزال تم إنشائها قبل عام 1999.
- جميع المؤسسات والوزارات والفرق التركية والدولية المدعومة بطائرات ومعدات عملت بحد بعمليات البحث والإنقاذ وتوزيع المساعدات على متضرري الزلازل.
- 84 دولة أرسلت فرقًا للمساعدة بعمليات البحث والإنقاذ كما استقبلنا اتصالات من جميع القادة الذين أعربوا عن حزنهم وأرسلوا تعازيهم.
- اعتبارًا من مطلع مارس المقبل سنبدأ بناء 30 ألف وحدة سكنية٬ سنباشر خلال أشهر تدريجيًا بناء جميع الشقق السكنية بعيدًا عن خطوط صدع الزلازل.
- سنبني كل منزل ومقر عمل تهدم أو أصبح غير صالح للاستخدام بسبب الزلزال وسنسلمه لصاحبه.
- قطاعنا المصرفي خصص جزءًا من أرباحه لعام 2022 البالغ حاليًا 50 مليار ليرة تركية (حوالي 2.64 مليار دولار) لمكافحة آثار الزلازل.
- سنقدم دعم مادي لأسر ضحايا الزلزال قدره 100 ألف ليرة تركية لسد احتياجاتهم.
- أريد من شعبنا أن ينتظر عامًا واحدًا فقط لإعادة كل شيء كما كان.
التأمين ضد الزلازل في اسطنبول
الجدير بالذكر٬ أن هذه الكارثة نتجت عن عدة أسباب٬ منها أن قوة الزلازل كانت شديدة (7.8 درجة على مقياس ريختر في مدينة غازي عنتاب٬ والزلزال الآخر 7.5 درجة على مقياس ريختر في مدينة كهرمان مرعش٬ بالإضافة إلى أكثر من 4 آلاف هزة ارتدادية تم تسجيلها عقب الزلزال بين 6 و16 فبراير). أيضًا٬ المناطق التي ضربها الزلزال معظم أبنيتها قديمة٬ تم بنائها قبل عام 1999 أي قبل أن تفرض الدولة قانون منع الكوارث والتأمين ضد الزلازل.
لا يمكن البناء في اسطنبول اليوم من دون تلبية شروط مقاومة الزلازل٬ حيث يعتبر التأمين ضد الزلازل في تركيا تأمين إجباري يحمي تكاليف البناء بعد الأضرار التي قد تلحق بالمبنى نتيجة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق والانهيارات، ويوفر الدعم المالي لأصحاب العقارات لإعادة البناء لاحقًا، هذا ما استحدثته الحكومة التركية بعد زلزال 1991 المدمر الذي أودى بحياة العديد من الأرواح وخلف الكثير من الخسائر المادية والمعنوية، هذا التأمين يتم استخراجه من مؤسسة التأمين ضد الكوارث الطبيعية المعروفة باسم” DASK” والتي تشرف عليها وزارة المالية التركية بشكل مباشر.