يشهد السوق العقاري التركي في عام 2025 نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بتزايد الطلب المحلي والدولي، وتطور البنية التحتية، ووجود تسهيلات للمستثمرين الأجانب مثل برنامج الجنسية التركية. في هذا المقال، نستعرض أبرز التوجهات العقارية، الفرص ذات العائد المرتفع (ROI)، وأهم المناطق الواعدة.

1. مؤشرات السوق العقاري التركي لعام 2025:

• بلغ حجم السوق العقاري السكني نحو 110 مليار دولار أمريكي، مع توقعات بالوصول إلى 186.8 مليار دولار بحلول عام 2030.
• ارتفعت أسعار المنازل في اسطنبول بنسبة 29.6% في يناير 2025 مقارنة بالعام السابق.
• العائدات السنوية على الإيجار تتراوح بين 6% إلى 12% في المدن الكبرى.

2. المناطق ذات العائد المرتفع:

اسطنبول:

تعد اسطنبول من أكثر المدن التركية جذبًا للاستثمار العقاري، ليس فقط بسبب حجم الطلب المستمر، بل أيضًا بفضل تنوع مناطقها وتطور بنيتها التحتية. ومن بين المناطق التي تشهد نموًا ملحوظًا وتُصنّف ضمن "المناطق الصاعدة" نجد:

• كاغيتهانة (Kağıthane):

تتحول هذه المنطقة تدريجيًا إلى واحدة من مراكز الأعمال والسكن الحديثة في الطرف الأوروبي من اسطنبول. موقعها القريب من مسلك وشيشلي، إلى جانب مشاريع البنية التحتية الحديثة مثل خطوط المترو الجديدة، يجعل منها خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن نمو مستقبلي وعوائد إيجارية مرتفعة.

• بومونتي (Bomonti):

واحدة من الأحياء الأكثر تطورًا في شيشلي، تجمع بين النمط المعيشي العصري والطابع الثقافي الفريد. تشهد المنطقة طلبًا متزايدًا من قبل المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، خاصة بفضل وفرة المشاريع السكنية الفاخرة وقربها من مركز المدينة.

• أتاشهير (Ataşehir):

تقع في الطرف الآسيوي من اسطنبول وتُعرف بأنها المركز المالي الجديد للمدينة. تستقطب العديد من الشركات الكبرى والبنوك، ما يخلق طلبًا مستمرًا على الشقق السكنية الحديثة. مشاريع البنية التحتية مثل المترو والطريق السريع TEM ترفع من قيمة العقارات فيها عامًا بعد عام.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع عقارية بارزة تمثل فرصًا استثمارية واعدة، مثل:

مسلك كورو – تاشيابي شيشلي

 كلا المشروعين يقعان في مواقع مركزية ذات قيمة استثمارية عالية، ويقدمان تصاميم معمارية حديثة ومرافق متكاملة تلبي احتياجات العائلات والمستثمرين. كما أن هذه المشاريع مؤهلة لبرنامج الجنسية التركية عبر الاستثمار، ما يضيف ميزة إضافية للمستثمرين الأجانب الباحثين عن حلول سكنية واستثمارية في آنٍ واحد.

بودروم:

تُعد بودروم واحدة من أبرز الوجهات السياحية على ساحل بحر إيجه، وقد تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى مركز استثماري هام لعقارات العطلات والفيلات الفاخرة.

• ياليكافاك (Yalıkavak)، تحديدًا، برزت كأحد أكثر المناطق جذبًا للمستثمرين الباحثين عن عقارات راقية. تتميز بإطلالاتها البحرية الخلابة، ومارينا ياليكافاك العالمية التي تستقطب اليخوت الفاخرة والزوار رفيعي المستوى.
• الطلب القوي على الإيجارات الموسمية في فترات الصيف يخلق عائدًا إيجاريًا مرتفعًا، مما يجعل من شراء فيلا في هذه المنطقة فرصة استثمارية جذابة، خاصة لأولئك المهتمين بجني أرباح قصيرة الأجل مع الحفاظ على قيمة العقار على المدى الطويل.

أنقرة وإزمير:

رغم أن معظم التركيز الاستثماري يكون عادة على اسطنبول، إلا أن أنقرة (العاصمة السياسية) وإزمير (ثالث أكبر مدينة في تركيا) أصبحتا من الوجهات العقارية الصاعدة:

• في أنقرة، النمو الحضري السريع وتوسع شبكات النقل والمجمعات السكنية الحديثة يرفع من جاذبية المدينة، خاصة في مناطق مثل Çankaya وYenimahalle، حيث يتزايد الطلب على العقارات من قبل العائلات والموظفين الحكوميين.
• أما إزمير، فهي تجمع بين الطابع العصري والموقع البحري المميز، ما يجعلها مفضلة للمشترين المحليين والمغتربين الباحثين عن أسلوب حياة أكثر هدوءًا مقارنة باسطنبول. توسّع المشاريع الجديدة في مناطق مثل Bornova وBayraklı ساهم في جذب الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة.

المدن الثانوية: بورصة وغازي عنتاب:

رغم أنها لا تحظى بنفس الزخم الإعلامي، إلا أن بعض المدن التركية الثانوية بدأت تبرز على خارطة الاستثمار العقاري:

• بورصة، القريبة من اسطنبول، تتمتع بموقع استراتيجي واقتصاد صناعي قوي، بالإضافة إلى بيئة طبيعية خلابة تجذب المشترين الباحثين عن سكن هادئ أو عقار للاستجمام. الأسعار فيها لا تزال معقولة مقارنة بالمدن الكبرى، ما يوفر فرصة نمو واعدة.
• غازي عنتاب، التي تُعد من أكثر المدن نموًا في الجنوب الشرقي، تشهد توسّعًا عمرانيًا كبيرًا مدفوعًا بالطلب المحلي القوي ونمو النشاط الصناعي والتجاري. وهي خيار مناسب للمستثمرين الذين يركزون على المدى الطويل وتنوع المحفظة العقارية.

3. محفزات الاستثمار في تركيا:

تتميز تركيا بمجموعة من الحوافز التي تجعلها بيئة جذابة للمستثمرين العقاريين، خصوصًا الأجانب، وتساهم في زيادة العائد على الاستثمار وتعزيز الاستقرار القانوني والاقتصادي. ومن أبرز هذه المحفزات:

• برنامج الجنسية التركية عن طريق الاستثمار:

يُعتبر من أهم عوامل الجذب للمستثمرين الأجانب. يمكن الحصول على الجنسية التركية خلال فترة قصيرة لا تتجاوز عدة أشهر، عند شراء عقار بقيمة 400.000 دولار أمريكي أو أكثر، شريطة عدم بيعه لمدة 3 سنوات. هذا البرنامج لا يمنح فقط الإقامة الدائمة، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة من حيث السفر بدون تأشيرة إلى العديد من الدول وإمكانية تأسيس الأعمال والاستثمار بحرية داخل تركيا.

• الإعفاءات الضريبية:

في العديد من المشاريع، وخاصة الموجهة للأجانب، يتم إعفاء المستثمر من ضريبة القيمة المضافة (VAT) عند استيفاء بعض الشروط مثل الدفع بالعملة الأجنبية وعدم الإقامة الدائمة في تركيا. هذه التسهيلات الضريبية تقلل من تكاليف الشراء وتزيد من جاذبية السوق التركي مقارنة بدول أخرى.

• مشاريع البنية التحتية الكبرى:

تستثمر الحكومة التركية بكثافة في تطوير البنية التحتية، مما يعزز من القيمة المستقبلية للعقارات. على سبيل المثال:

• مطار اسطنبول الجديد، الذي يُعد من أكبر المطارات في العالم، ساهم بشكل مباشر في رفع قيمة العقارات في المناطق المحيطة مثل أرناؤوط كوي وباشاك شهير.
• بالإضافة إلى مشاريع مثل الجسور الطرق السريعة وشبكات المترو الجديدة التي تربط مختلف أجزاء المدينة، وتزيد من جاذبية المناطق التي كانت سابقًا غير مخدّمة.

هذه العوامل مجتمعة تجعل من تركيا، واسطنبول خصوصًا، وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع، استقرار قانوني، ومزايا إضافية مثل الحصول على الجنسية.

خاتمة:

السوق العقاري في تركيا عام 2025 يقدم فرصًا متعددة للمستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع وأصول ذات قيمة تصاعدية. سواء كنت مهتمًا باسطنبول أو المدن الساحلية مثل بودروم، أو تبحث عن فرص بعيدة المدى في مدن ثانوية، فإن توقيت الاستثمار المثالي هو الآن.